2011/10/07

نصب الحرية الموجود في ساحة التحرير في منطقة الباب الشرقي في بغداد


نصب الحرية الموجود في ساحة التحرير في منطقة الباب الشرقي في بغداد عبارة عن سجل مصور صاغه الفنان العراقي جواد سليم بالاشتراك مع المعماري رفعت الجادرجي عن طريق الرموز اراد من خلالها سرد أحداث رافقت تاريخ العراق حيث مزج خلالها بين القديم والحداثه.
تخلل النصب الفنون والنقوش البابليه والاشوريه والسومريه القديمه اضافه إلى روايه أحداث ثوره 1958 ودورها واثرها على الشعب العراقي وكثير من الموضوعات التي استلهمها من قلب العراق ولعل أهم ما يجذب الشخص عندما يطالع النصب للوهله الأولى هو الجندي الذي يكسر قضبان السجن الذي يتوسط النصب لما فيه من قوه واصرار ونقطة تحول تنقل قصة النصب من مرحلة الاضطراب والغضب والمعاناة إلى السلام والازدهار. النصب يحتوي على 14 قطعه من المصبوبات البرونزيه المنفصله وعندما نطالعه تكون الروايه قد ابتدأت من اليمين إلى اليسار كما في الكتابه العربيه. وبعد أن كانت الحركه مضطربه يمين النصب، فانها ومع التحرك نحو اليسار تنتظم وتصبح نابضه بالعزيمه والاصرار بصورة إنسان يتقدم بصوره واسعه إلى الامام وبعدها ترتفع اللافتات والرايات الجديده في السماء. بعد ذلك يطالعنا رمز البراءه والامل على هيئة طفل صغير يشير إلى بداية الطريق. تطالعنا بعدها امرأه مشحونه بالانفعال والغضب والحزن، ومن ثم منظر مؤثر حيث تحتضن الام ابنها الشهيد وتبكي عليه ولعل هذا الامر كثير الورود في التاريخ العراقي سواء كان القديم ام الحديث تليها صورة الامومه التي تغمر الحياة الجديده بالحب والحنان فقد تكون للثورات والمأسي ضحاياها لكنها تملك في الوقت ذاته اجيالها الجديده لعل في ذلك التفاته جميله من الفنان لنبذ اليأس. بعد ذلك يصل إلى الجزء الأوسط وهو الجزء الأهم في النصب حيث يشير إلى نقطة التحول حيث يتألف من ثلاثة تماثيل على اليمين يطالعنا تمثال السجين السياسي الذي تبدو الزنزانه فيه على وشك الانهيار تحت تأثير رجل مزقت ظهره السياط، ولكن القضبان لاتنفصل في النهايه الا باصرار وقوة وجهد الجندي الذي يظهر في الوسط وذلك اعترافا باهمية دور الجيش في ثورة (1958). بعد ذلك تنقلب صفحة المعاناة والمأسي لتحل صفحة السلام والازدهار والحريه حيث تظهر لنا امرأة تمسك مشعلاً وهو رمز الحريه الاغريقي وتندفع نحو محررها وبعد الانفعال ياتي الهدوء فيتوقف الغضب ومواجع الثوره وتحل الراحه والسكينه في القلوب وتتحول بعدها القضبان الحديديه إلى اغصان. كذلك نهرا دجله والفرات واللذان يعتبران العمود الفقري لحضارة وادي الرافدين لم يغيبا عن النصب حيث يفسر البعض ان دجله الذي يعني في العربيه اشجار النخيل والفرات بمعنى الخصب تمثلهما امرأتان احداهما تحمل سعف النخيل والأخرى حبلى وثمة فلاحان يرمزان إلى العرب والاكراد ولكن احدهما في زي سومري والثاني رداء اشوري وهما يتطلعان نحو رفيقيهما دجلة والفرات ويحملان مسحاة (مجرفة) واحده فيما بينهما تعبيراً عن وحدة البلد الذي يعيشان في كنفه. كذلك هنالك رمز عراقي اخر وهو الثور الذي يعد رمز سومري بينما يظهر الجانب الصناعي في أقصى اليسار على هيئة عامل مفعم بالثقة.




الناشط في حقوق الانسان والصحفي
احمد الكاتب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق